العيون

تتخلل عدد من أحياء مدينة العيون منذ مدة ظاهرة “الاحواش”، وهي كلمة جاءت بصيغة الجمع مرفدها “حوش”، والحَوْشُ هو شُبه حظيره تحفظُ فيه الأشياءُ والدوابّ، بمثابة فناء اولي لمنزل مستقبلي، قطعة أرضية يحيطها بها صور بدون سقف لديه باب قصديري او من الحديد، يتضمن عددا من الاغنام والشياه والدواجن وأحيانا الأرانب والجمال.

هو إذن بمثابة حضيرة نُقِلت من مجالها البدوي وتخللت الأحياء السكنية لمدينة العيون، حيث تتوزع هذه “الأحواش” في مختلف أحياء العيون أبرزها الحي الحجري والحشيشية وخرسيتو وعلى طول شارع الحزام وغيرها من أحياء مدينة العيون.

ورغم أن مدينة العيون تتوفر على سوق خاص بهذه الماشية، كما أن تربيتها وكسبها أضحى يخضع لشروط مهنية وبيطرية ضرورية، إلا أن هذه الظاهرة لازالت تتواجد بمختلف الاحياء خاصة القديمة منها.

وإذا كان أصحاب او مستخدمو هذه “الأحواش” يجدون فيه قوتا يسد رمقهم، فإن عددا من المواطنين يمتعضون من هذه الممارسة خاصة أنها تخلف روائح كريهة بالاضافة إلى كونها بؤرة لتجمع الحشرات والذباب وحتى الفئران.

أحد المواطنين المتضررين قال لحياد24 أن لديه منزل يكتريه للأغيار، لمن هذا المنزل في الطابق الأول ويطل على أحد “هذه الأحواش”، هذا ما يجعل كل من يريد كراء ذلك المنزل يرفض السكن فيه بسبب ذلك المنظر غير السار، وتلك الروائح المشينة.

مواطن آخر بخريستو اشتكى ما من مرة من من جاره بسبب تربية هذا الأخير للدواجن والماشية ب”حوش” ملازم لمنزله. وبسبب الروائح والذباب والباعوض امتعض هذا المواطن من هذه الظاهرة ما أدى به إلى تقديم شكايته لدى السلطات.

ويرى جمعويون أن أمكنة هذه الممارسة في كسب الماشية يجب ان يكون خارج المجال الحضري، في ظل سوق او أماكن منظمة، وهو شيء متوفر، خاصة لما لهذه الممارسة من مخلفات، لكن البنيات الذهنية المتكلسة لدى البعض، والتي لم تواكب التطور الحضاري والعمراني، تظل أحد أبرز العوائق أمام عجلة التنمية وهو ما نلمسه في هذا الجانب.