/رأي

عرفت من استاذ لي، قالها لي باختصار بغُيٓتٓ فهمها “الصحفي(ة) /المهنة تأتيه(ا) العادة الشهرية، أو ما يعرف في المدرسة الأمريكية بدورة الإكتئاب المهني” أو هكذا فهمت. كان ذلك في معرض دردشة عن فترة الفتور والعياء التي يمر منها الممارس، بين روتين إعادة الأخبار، وإنتاج الاخبارية و الإنسانية ذات الطابع الإنساني الاجتماعي الثقافي..

هناك كذلك “مرحلة الورقة البيضاء” وهي شبيهة بالأولى وربما بينهما اختلافات بين عدم الرغبة او النفور من كتابة نص لاعتبارات عديدة، وبين التيه وتكاثر الافكار وازدحام الأولويات، تتوجها أسئلة ببعد فلسفي: ماذا نكتب؟ ولماذا نكتب؟ ولمن نكتب؟ حتى وإن كانت هذه الأسئلة تدخل ضمن “علوم الصحافة والاتصال”.

مررت بتلك الفترة، مرات، لكن تزامنها مؤخرا جاء مع “حدث” مؤتمر وطني لحزب تاريخي. مؤتمر له سياقاته وضغوطاته وتحضر فيه الصحراء أكثر من أي مؤتمر حزب سياسي آخر، هذا ناهيك عن كونه مشكلا للأغلبية الحكومية ويظفر بحقائب وزارية ومواقع دستورية.

بلغتني العديد من الرسائل والفيديوهات والتفاصيل، ورغم هامش اضمحلال فترة “دورة الإكتئات المهني”، رغم ذلك، إلا أنني لم اكترث للتفاصيل والجوهر” من تطاحنات المواقع إلى “عنف” رمزي للصورة، إلى الاجواء والنتائج.

وبقدر تعدد الرسائل تهاطلت التدوينات والقراءات، خاصة في الصحراء، نظرا للاعتبارات السالفة الذكر، شاغبت وشكاست قليلا وتافعلت، لكنني لم أغص، فالصورة فهي بالنسبة لي محسومة، مادامت مياه عديدة تجري في مستنقعات الصحراء تكاد يشبه مسلسل “والذي الذئاب”، وإن كانت هناك بعض المناكفات والصدمات قوية في جهات الصحراء ولازالت وأظن أنها ستسمر.

لم أكترث لأن الصورة واضحة، لأن إعادة توصيف مشهد سياسي “إيديولوجيا”، يجعل من الوضع ليس فقط مركبا ومعقدا يتعدد فيه الفاعل السياسي بأوجه مختلفة، بل يسائل واقعية الشعارات على مستوى الميدان بتحليل ملموس لواقع ملموس للعائلات والمواطنين المغاربية بشكل عام.

كما أن المشهد السياسي مشهد متغير زئقبي، يلعب فيه المخزن دورا محوريا ليس فقط في الحفاظ على التوازتات، بل يكون محايدا إيجابيا لصالح “توجه/تيار” معين، وفق متغيرات إقليمية ودولية، أوحسب ضغط الشارع.

وفي ظل تعديلات حكومية مرتقبة وطموحات قادمة من الجنوب، تتنوع الفرضيات بين حول أسماء لمناصب من المحتمل أو يطمح لها “بروفيل” معين من الصحراء، بينما تزيد فرضيات اخرى القول إن تطاحن محمد ولد الرشيد ابن حمدي ولد الرشيد مع ميارة رئيس مجلس المستشارين هي إحدى مؤشرات صراع المواقع، خاصة أن اسم ميارة لم يعرض سوى في اللحظات اليوم الأخير ل تشكيل مكتب مجلس النواب، وهو سبب اتساع طموح ابن حمدي ولد الرشيد و “وريثه السياسي” محمد ولد الرشيد.

رغم كل ما تلقيته، لم أعر الأمر أهمية بالغة، لاعتبارات عديدة، لكنني من ضمن ما تلقيته شبه إجماع على فشل تيار حمدي ولد الرشيد في التموقع بشكل أقوى في حزب الإستقلال، ولعل إزالة منصب/مؤسسة نائب الأمين العام مؤشرا على ذلك.

التعديل الحكومي! مرتقب كما ترجح الفرضيات والمتابعين، في ظل تسويق لوزراء وقيادة الأحرار، تحول في قيادة البام يرافقه تسويق بدوره، رغم كل الانتقادات على اخنوش وعلى هذه الأحزاب وعلى حصيلتها نصف الحمومية، لكن حقيبتي الميزان ترواحتا بين كفاءة نزار البركة كإطار دولة، وإخفاقات وفضائح وسيطرة تيار ولد الرشيد على وزارة حيار، في حين “زلݣات” ميارة رئيس مجلس المستشارين لا تحصى.

بين هذا وذاك أي موقع لابن الصحراء ضمن التعديل الحكومي “المروٌٓج له”، وهل بالضرورة يكون المنصب “كفاءة” استقلالية؟
تستفيض المصادر عبر فرضياتها في انتظار نهاية ولاية ميارة على رأس مجلس المستشارين، ليكون ذلك مطمح “الوريث السياسي” محمد ولد الرشيد، ما مدى صحة هذه الفرضيات؟ وإن صحت هل يسلم هذا السيناريو.