جدل واسع في المغرب حول تعيين لطيفة أحرار في منصب رفيع بقطاع التعليم العالي

حياد24 ـ هيئة التحرير

أثار تعيين الفنانة والممثلة لطيفة أحرار في منصب داخل قطاع التعليم العالي موجة استياء واسعة داخل المجتمع المغربي، حيث امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بتعليقات غاضبة وساخرة، واعتبر العديد من المتابعين أن هذا القرار يشكل “فضيحة بكل المقاييس”.

يرى عدد من المنتقدين أن السيدة أحرار لا تمتلك أي خلفية أكاديمية تؤهلها لتولي منصب في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، معتبرين أن تعيينها إهانة للمنصب ذاته. واستشهد بعضهم بمواقف وتصرفات سابقة للممثلة، مثل ظهورها بملابس جريئة على خشبة المسرح وسخرية مزعومة من القرآن الكريم، حيث قامت بتجويد كلمات خارجة عن سياق الكتاب الكريم، وهو ما أثار استهجانًا واسعًا.

علق البعض ساخرين بأن التعليم العالي قد يتحول إلى “التعليم العاري”، في إشارة إلى مواقف أحرار السابقة، بينما ذهب آخرون إلى التساؤل عن معايير التعيينات، مستنكرين ما وصفوه بالحلول الترقيعية.

في المقابل، دافع آخرون عن تعيين أحرار، مشيرين إلى أنها فنانة مثقفة وأستاذة حاصلة على درجات أكاديمية عالية، بالإضافة إلى كونها مديرة لمعهد عالٍ وعضوًا في أحد المعاهد الدولية التابعة لليونسكو. واعتبروا أن هذه الإنجازات تجعلها مؤهلة لتولي مناصب رفيعة في قطاع التعليم العالي.

يرى المدافعون أن تعيين لطيفة أحرار يمثل خطوة نحو تعزيز الانفتاح داخل الجامعة المغربية، مشيرين إلى أن هذا القرار قد يسهم في كسر الحواجز المحافظة التي ظلت تسيطر على الحرم الجامعي لفترة طويلة.

لطالما ارتبطت الجامعة المغربية بالطابع المحافظ، حيث تُلزم الطالبات بارتداء ملابس محتشمة وتُراعى القيم الدينية في بيئتها. ويرى بعض المراقبين أن تعيين أحرار يحمل رسالة للتغيير في هذا النهج التقليدي، وهو ما يثير قلق الفئات المحافظة التي تخشى على هوية التعليم العالي في المغرب.

ما زالت ردود الفعل حول هذا التعيين تتصاعد، حيث اعتبر البعض أن القرار يندرج ضمن محاولات لهدم التعليم والبحث العلمي في الدول العربية، مستشهدين بكتابات مؤامراتية مثل بروتوكولات حكماء صهيون.

في الوقت ذاته، يؤكد المؤيدون أن مثل هذه القرارات تعزز مكانة المرأة المغربية في المناصب العليا، داعين إلى تقييم الشخص بناءً على مؤهلاته وإنجازاته بدلًا من مواقفه الشخصية أو الفنية.

بين مؤيد ومعارض، يعكس الجدل المحيط بتعيين لطيفة أحرار في منصب بقطاع التعليم العالي حالة الانقسام المجتمعي في المغرب حول قضايا التحرر والانفتاح مقابل التمسك بالقيم المحافظة. ويبدو أن هذا النقاش سيظل مفتوحًا لفترة طويلة في ظل استمرار حالة الاستقطاب بين التيارين.