وجه حزب التقدم والاشتراكية نداءً “حارا لأجل استئناف الدراسة استحضاراً لمصلحة التلاميذ وارتكازاً على المكتسبات المحققة في انتظار بلورة الالتزام الحكومي بنظامٍ أساسي مُحفِّز ومنصف”

جاء ذلك بلاغ للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية عقب اجتماعه الدوري يوم الثلاثاء 12 دجنبر 2023، والذي وتداول فيه عددا من القضايا ابرزها التعليم والقضية الفلسطينية.

وحول موضوع تطورات الساحة التعليمية، و”باستحضار اتفاق 10 دجنبر 2023 الموقَّع بين الحكومة والنقابات التعليمية، أكد المكتب السياسي، بدايةً، على حيوية ونُبْلِ الأدوار المجتمعية الأساسية لنساء ورجال التعليم، بما يَــــجعلهم مستحقين لأرقى مُستوى نُـــــهُوضاً بأوضاعهم المادية والاعتبارية والاجتماعية والمهنية. كما أكد على دورهم المحوري والأساسي في أيِّ مُقاربةٍ إصلاحية للمنظومة التربوية الوطنية، وعلى ضرورة توفير أسباب ومداخل انخراطهم القوي في مسار الإصلاح.

وتقديرًا لهذه الأدوار، عبَّــــر حزبُ التقدم والاشتراكية، في مناسبات عديدة سابقة، عن دعمه للمعركة النضالية للشغيلة التعليمية وما رَفَعَـــــتــْــــهُ من مطالب عادلة ومشروعة.

في هذا السياق، وقبل تقييم العرض الحكومي والاتفاق المذكور، أكد المكتبُ السياسي على مسؤولية الحكومة في تَعَقُّدِ واحتقان الأوضاع على مدى ما يناهز الشهريْن، بالنظر إلى ارتباكها وسُوءِ تقديرها السياسي وضُعف تدبيرها ومحدودية تواصلها بشأن الموضوع، وأيضاً بالنظر إلى افتقادها إلى الحسِّ الاستباقي، وتأخُّــــرها الكبير في تقديمِ عرضٍ للشغيلة التعليمية، بما يستجيبُ لمطالبها العادلة والمشروعة، كما طالب بذلك حزبُ التقدم والاشتراكية على مدى الأسابيع السابقة.

إلى ذلك، سجل المكتب السياسي إيجابًا ما حمله العرضُ الحكومي واتفاقُ 10 دجنبر 2023 من تلبيةٍ ملموسةٍ لعددٍ من مطالبِ الشغيلة التعليمية، ومن مكتسباتٍ هامة بالنسبة لأوضاعها المادية والاعتبارية.

ويَعتبرُ المكتبُ السياسي أنه يتعين التقاطُ هذه الخطوة الإيجابية والارتكازُ عليها، ومواصلةُ الحوار حول مضامين النظام الأساسي، الذي يجب أن يكون تحفيزيًّا وشاملاً ومُتوازناً وعادلاً ومُنصفاً وضامناً لمساراتٍ مهنية متكافئة بالنسبة لكافة الفئات التعليمية. كما يَعتبر الحزبُ أنَّ السعيَ نحو تحسينٍ أعمق لأوضاع نساء ورجال التعليم يتعين أن يظل حاضرًا ومُــــتواصلًا بالموازاة مع تقدم المسار الإصلاحي العام للنظام التربوي المغربي.

على هذه الأسس، يتوجَّهُ حزبُ التقدم والاشتراكية بنداءٍ حارٍّ وصادقٍ إلى كافة نساء ورجال التعليم، لأجل استئناف التدريس واستدراك ما هُـــــــدِرَ من الزمن المدرسي، استشعاراً لدِقَّةِ اللحظة واستحضاراً لمصير ملايين بنات وأبناء الشعب المغربي في المدرسة العمومية المهدَّدِين بسنةٍ بيضاء والـــــمُـــــــعرَّضين لتعثراتٍ دراسية عميقة يَصعُبُ جداًّ تَدارُكُها لاحقاً.