فجر ملف ما يعرف بقضية “إسكوبار الصحراء”، جدلا كبيرا داخل جلسات المؤتمر الوطني الخامس لحزب الأصالة والمعاصرة المنظم على مدى ثلاثة أيام بمدينة بوزنيقة.

وطرح عدد من المؤتمرين عن جهة الدار البيضاء، في مداخلاتهم بالمؤتمر ملف ” إسكوبار الصحراء”، محملين قيادة الحزب مسؤولية “سوء اختيار” الأعضاء المسؤولين بالحزب، ومنح التزكيات “لعناصر مشبوهة”.

هذا الكلام أثار حفيظة رئيسة المجلس الوطني لحزب الجرار فاطمة الزهراء المنصوري، التي انفجرت في وجه المتدخلين، مدافعة اختيارات عبد اللطيف وهبي الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة.

ودعت المنصوري أعضاء الحزب إلى عدم تحميل القيادة الحالية مسؤولية الأحداث التي عاشها الحزب في الآونة الأخيرة، “لا تحملوننا المسؤولية”، مبرزة في الآن ذاته أن “خصوما سياسيين يحاولون تحميل الحزب مسؤولية ما وقع”.

وأضافت رئيسة المجلس الوطني لحزب الجرار، أن سعيد الناصيري، أحد أبرز المتابعين في الملف، “كانت له شعبية كبيرة بمدينة الدار البيضاء وكان مؤثرا في الجهة”، موضحة بالقول “ما عمر شفنا ولا سمعنا عليه العيب “.

وأكدت المتحدثة أن ملف “إسكوبار الصحراء”، “أثر في الحزب لكن هذا الأخير غير مسؤول عنه”، موضحة أن سعيد الناصيري وعبد النبي بعيوي، الإسمان البارزان ضمن المتهمين في الملف، “أمام القضاء وهو من سيقول كلمته”.

وفي ما يشبه رسالة اطمئنان بعثها لأعضاء الحزب الحاضرين بالمؤتمر، قالت الوزيرة وعمدة مدينة مراكش، “اطمئنوا عمر درهم الحرام يدخل عليكم”.

وفي نفس السياق، قالت “إن الحزب عاش صدمة خلال الأسابيع الأخيرة”، في إشارة للاعتقالات والتوقيفات المتلاحقة في صفوف منتسبين للحزب، على خلفية قضايا فساد.

وقالت المنصوري في هذا الصدد إنه “خلال الأسابيع الأخيرة عشنا صدمة وليس أزمة، ولو كانت أزمة ما كان ليكون هذا العدد من المؤتمرات والمؤتمرين الذين أظهروا قوة وجود الأصالة والمعاصرة”.

وتحدثت المنصوري أمام مؤتمري الحزب اليوم بوضوح عن اللحظات الأولى التي تلقت فيها قيادة الحزب أخبار توقيف وجوه بارزة منه على خلفية قضية “إسكوبار الصحراء”، مؤكدة أن “الصدمة التي عشناها كانت كبيرة، وتلقينا الخبر بنفس الطريقة التي تلقيتموه بها أنتم، المتهمون كانوا مناضلين داخل الحزب وأصدقاء لنا وفوجئنا بما سمعناه عنهم”.

ويعقد حزب الأصالة والمعاصرة مؤتمره الوطني الخامس، في الفترة ما بين 09 و11 فبراير 2024ن بمدينة بوزنيقة، لانتخاب قيادة جديدة تتولى مسؤولية تسيير شؤون الحزب خلال الأربع سنوات المقبلة.

وقال العربي المحرشي، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرةن في تصريح “لصوت المغرب” “إن قيادة الحزب اتفقت على اختيار قيادة جماعية ستتولى مهمة تدبير شؤون حزب الأصالة والمعاصرة”.

وبخصوص الأسماء التي تم الاتفاق عليها، أوضح المحرشي، أن “الأمر يتعلق بفاطمة الزهراء المنصوري رئيسة المجلس الوطني للحزب، ومحمد المهدي بنسعيد عضو مكتبه السياسي، في حين لازال النقاش جاريا بشأن انضمام سمير كودار رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر لهذه اللائحة”، التي لا تضم الأمين العام الحالي عبد اللطيف وهبي.

ولفت المحرشي، إلى أن مؤتمر حزب الأصالة والمعاصرة “سيقوم بتعديل النظام الأساسي للحزب” من أجل التنصيص على إمكانية انتخاب قيادة جماعية للحزب من طرف مجلسه الوطني.