عقد الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، نهاية الأسبوع الماضي، مؤتمره الوطني شارك فيه ما يناهز 1500 مشارك من جميع أقاليم إسبانيا، بزعامة رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، وسط أكرونيا عاصمة غاليسيا.

وانتهى اللقاء بإصدار وثيقة تتألف من 100 صفحة، تخلو على غير العادة، من أي إشارة إلى النزاع في الصحراء، رغم أنها تشرح مواقف الحزب فيما يتعلق ببعض القضايا المرتبطة بالسياسة الخارجية والدولية لإسبانيا.

ووفقا لما أفاد به المحلل السياسي “العربي النص” لجريدة حياد24، فالملتقى «اختار منطقة غاليسيا لاقتراب موعد الإنتخابات الجهوية والتي سيطر عليها الحزب الشعبي خلال 30 سنة المنصرمة، كما اختير له شعار “اندفاع شعب” ردا على فشل اليمين الإسباني في مواجهة الشعبوية».

هذا اللقاء حسب العربي النص، نشطه أكثر من 40 محاضرا ومنسقا، وتم فيه نقاش مختلف المواضيع الإقتصادية والحقوقية، يعتبر بمثابة خطة عمل للأربع سنوات المقبلة. وبالرغم من أن «السياسة الدولية لم تكن موضوع مركزي للمؤتمر، إلا انه تم تناولها بشكل عابر وسطحي نسبيا، خاصة علاقة اسبانيا بإطارها الأوروبي وبالبعد الإيبيرو-أمريكي، ناهيك عن البعد المتوسطي وعلاقة اسبانيا ببلدان المغرب والجزائر» يضيف ذات المصرح.

ولاحظ ذات المتحدث أن «القيادات الجديدة التي أفرزها مؤتمر الحزب تتواجد بقوة في حكومة سانشيز في تناغم بين قيادات الحزب والحكومة، عكس ما كان معمول به فيما يعرف ب”تعدد الرؤوس” الذي ميز الفترات السابقة بعدم الانسجام بين الجهاز الحزبي والجهاز الحكومي، وهو عكس ما أفرزه المؤتمر الأحد المنقضي».

واعتبر العربي النص أن عدم الخوض في تفاصيل السياسة الدولية، خاصة في ما يتعلق بقضية الصحراء هو تهرب عن إثارة موضوع يعرف خلافا داخل تيارات الحزب الاشتراكي.

وقال المحلل السياسي والمتابع للشأن الاسباني انه «مما لا شك فيه أن علاقة الحزب الاشتراكي بالمغرب، والتغيرات التي حدثت حول قضية الصحراء لم تحضى بإجماع داخل الحزب، في ظل وجود تيارات متنوعة فقد فضلوا تجنب الخوض في تفاصيل الموضوع، خاصة أن المؤتمر يعنى أكثر بالشأن الداخلي الإسباني».

وأكد العربي النص في ذات السياق على الوعي ب «أهمية علاقة الحزب الاشتراكي بالمملكة المغربية وأهمية تزكية المسار الجديد في هذه العلاقة، لكن دون الدخول في التفاصيل، مع عدم الإشارة إطلاقا لقضية “تقرير المصير” وتلك الأدبيات القديمة عكس ما كان في لقاءات سابقة، كما انه لم يدخل في أي تفاصيل حول حل القضية».

وانتهى العربي النص إلى أن هذه البداية «تشكل دفعة قوية للحزب في ظل الفترة الرئاسية التي أقبل عليها، وكذلك على مقربة موعدين انتخابيين، سيتحدد فيهما مصير السنوات القادمة بشكل كبير، أولا الانتخابات الجهوية في غاليسيا فبراير القادم، وبعد ذلك بشهر ونيف الانتخابات الأوروبية، لذلك حاولوا استثمار هذا الملتقى الحزبي ليمنحهم قوة وانطلاقة جديدة في صراعهم الأبدي ضد اليمين».