
بنكيران يتهم أخنوش بتعطيل العمل الحكومي بسبب تضارب المصالح والانغماس في الصفقات العمومية
شنّ عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي، هجوماً حاداً على رئيس الحكومة عزيز أخنوش، متهماً إياه بتعطيل العمل الحكومي بسبب تضارب المصالح والانغماس في الصفقات العمومية. وأكد بنكيران أن فقدان الثقة في الحكومة بلغ مستويات غير مسبوقة، مما يستوجب تنظيم انتخابات مبكرة لإنقاذ البلاد من الأزمة.
وفي تصريحه خلال زيارة لمعهد “HEM” للدراسات العليا للتدبير، قال بنكيران إن هذه الحكومة لم تحقق أي تقدم ملموس في حل مشكلات المغرب، مشدداً على أن استمرارها سيؤدي إلى مزيد من فقدان الثقة. وأشار إلى أن نجاح أي حكومة يجب أن يُقاس بمدى تحقيقها لمصلحة المواطنين والبلد، وليس بالشعارات أو البهرجة الإعلامية. وأوضح: “لو كانت هذه الحكومة ناجحة، لكنا طالبنا ببقائها، لكن الواقع يقول إنها فشلت”.
كما أكد بنكيران أن كل الأحزاب السياسية تسعى للوصول إلى الحكم، لكن الضرورة تقتضي أن تكون الأولوية لمصلحة الشعب والدولة. وأشار إلى أن المغرب يحتاج إلى تغيير جذري في الإدارة الحكومية، خاصة وأن الشارع المغربي يشهد احتجاجات ومظاهرات متزايدة نتيجة غياب الثقة في المؤسسات الحالية.
انتقد بنكيران بشدة تضارب المصالح الذي يتسم به عزيز أخنوش، خاصة بعد فوز شركاته الخاصة بصفقات عمومية كبرى مثل مشروع تحلية المياه. واعتبر أن هذا الأمر يشكل خرقاً واضحاً للمبادئ الأخلاقية والقانونية، مطالباً أخنوش بتقديم استقالته إذا كان جاداً في الدفاع عن مصلحة الشعب.
بالنسبة لبنكيران، فإن دور الحكومة ليس مجرد إدارة الأزمات عبر الحملات الإعلامية والإعلانات، بل يجب أن يكون قائماً على الثقة والعمل الجاد. وأكد أن تولي أخنوش رئاسة الحكومة زاد من “شهيته” للدخول في المناقصات العامة وتضارب المصالح، مما يضر بالمصلحة الوطنية.
ردّ بنكيران أيضاً على محاولات الحكومة تحميل الأزمات الاقتصادية لأسباب خارجية مثل الجفاف، قائلاً إن الجفاف ظاهرة مستمرة منذ سنوات، وعلى الحكومة أن تكون قادرة على التعامل معها بكفاءة. كما انتقد سياسات الحكومة الاجتماعية، التي أسفرت عن حرمان فئات واسعة من الدعم الاجتماعي والتغطية الصحية، بينما استفادت المصحات الخاصة بشكل كبير من التأمين الإجباري عن المرض.
في جانب آخر، حذر بنكيران من ما سماه “مؤامرة السياسة”، حيث يتم تشويه السياسيين لتثني الناس عن المشاركة في الحياة السياسية. وأكد أن السياسة هي التي تحدد مصير المواطن في كل شيء، من ثمن الخبز والنقل إلى الصحة والتعليم. دعا بنكيران المغاربة إلى الانخراط في السياسة والمشاركة في الانتخابات، حتى لو لم يكونوا مقتنعين بالأحزاب التقليدية، لأن من يصوتون اليوم هم من سيتخذون القرارات المستقبلية.
وفي ختام كلمته، دافع بنكيران عن حزبه، مؤكداً استعداده وجاهزيته لخوض الانتخابات المقبلة. وقال إن أي حزب سياسي لا يسعى لتحقيق المرتبة الأولى لا يستحق العمل السياسي، لأن الوصول إلى السلطة هو الفرصة الوحيدة لتحقيق الإصلاحات المنشودة. وأشار إلى أن حزب العدالة والتنمية، رغم الهزيمة في الانتخابات الأخيرة، لديه القدرة على العودة بقوة وتحقيق نتائج إيجابية في 2026، مؤكداً أن الحزب سيواصل عمله من أجل مصلحة الشعب المغربي