
العيون تستضيف محاضرة للدكتور بوصوف حول العمق الاستراتيجي للعلاقات المغربية الإفريقية
حياد24 – متابعة
العيون – ضمن فعاليات اللقاء الدولي الذي احتضنته مدينة العيون تحت شعار “إفريقيا من فكر المقاومة والتحرر إلى فكر التنمية”، قدم الدكتور عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عرضًا تحليليًا معمقًا للرؤية الاستراتيجية التي يقودها الملك محمد السادس في تعامله مع القارة الإفريقية.
في مستهل كلمته، شدد الدكتور بوصوف على أن السياسة الإفريقية للمملكة، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك، ترتكز على أسس إنسانية وحضارية راسخة، وتتبنى مقاربة شمولية ومتكاملة قوامها التضامن والشراكة المتوازنة والتنمية المشتركة. وأكد أن هذه الرؤية ليست وليدة الظرف، بل تستمد قوتها من تاريخ عريق يربط المغرب بعمقه الإفريقي، وتستشرف آفاق المستقبل.
أضاء الدكتور بوصوف الجانب الإنساني والديني في هذه الاستراتيجية، مسلطًا الضوء على الدور الحيوي الذي تضطلع به مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في نشر قيم الإسلام السمحة والمعتدلة، وتكوين الأئمة الأفارقة بالمغرب، كحصن منيع ضد التطرف وكمنارة للسلام والاعتدال.
على الصعيد الاقتصادي، استعرض الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج الدينامية المتصاعدة للتعاون الاقتصادي بين المغرب والدول الإفريقية، مشيرًا إلى توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية ومتعددة الأطراف التي تغطي قطاعات استراتيجية متنوعة، من الفلاحة والصحة إلى الطاقة والبنية التحتية. كما لفت إلى الدور المحوري للاستثمارات المغربية في القارة، خاصة في القطاعات البنكية والاتصالات والعقار.
وتناول الدكتور بوصوف بالتحليل قرار المغرب التاريخي بالعودة إلى الاتحاد الإفريقي عام 2017، معتبرًا إياه نقطة تحول حاسمة أطلقت زخمًا دبلوماسيًا مغربيًا فاعلًا داخل المنظمة القارية، خدمة لأجندة القارة وفي مقدمتها التنمية والاستقرار.
وفي سياق الدبلوماسية الملكية الميدانية، أشار إلى أن أكثر من خمسين زيارة قادها الملك محمد السادس إلى نحو ثلاثين دولة إفريقية، تجسد الالتزام الشخصي والمباشر لجلالته بتوطيد الشراكات الاستراتيجية وبناء جسور من الثقة والتعاون المستدام مع دول الجنوب.
ولم يغفل الدكتور بوصوف أهمية الدور المغربي في تعزيز الأمن والاستقرار في القارة، من خلال التعاون الأمني الوثيق والمساهمة الفعالة في جهود مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية، مما يعزز مكانة المغرب كشريك موثوق ومؤثر في استقرار المنطقة.
وأكد على ثبات الموقف المغربي الداعي إلى احترام سيادة الدول الإفريقية وتشجيع الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية، بعيدًا عن أي تدخل خارجي، وهو ما يعزز الوحدة والتلاحم بين الدول الإفريقية.
وفي ختام محاضرته القيمة، استعرض الدكتور عبد الله بوصوف المشاريع الكبرى التي تجسد طموح المغرب نحو تحقيق التكامل الإفريقي، وفي مقدمتها مشروع أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب، كنموذج لرؤية استراتيجية تؤمن بمستقبل إفريقي مشترك قوامه التعاون والتكامل والمصالح المتبادلة.
وقد لاقت المحاضرة تفاعلًا واسعًا من الحضور المكون من شخصيات أكاديمية ودبلوماسية وإعلامية مرموقة، الذين أشادوا بالعمق الاستراتيجي للرؤية الملكية، معتبرين أن التوجيهات الملكية السامية تمثل خارطة طريق عملية لتحويل القارة الإفريقية إلى فضاء واعد للنمو المشترك والتنمية المستدامة.