قامت وزارة الخارجية الإسبانية بتعديل بتوصياتها بخصوص السفر إلى الجزائر، تنصح من خلالها مواطنيها “بعدم السفر إلى منطقة مخيمات الصحراويين بتندوف، وأن يغادرها جميع المسافرين الإسبان الذين ليس وجودهم ضروريا في أسرع وقت ممكن”.

وعزت الخارجية الإسبانية هذه التوصيات، التي جائت ضمن ملاحظات هامة بعنوان “التهديد الإرهابي ضد المواطنين الإسبان في منطقة معسكرات الصحراويين” والمعمول بها ابتداء من اليوم 18 فبراير، (عزتها) إلى “تزايد عدم الاستقرار في شمال مالي وما يترتب على ذلك من تزايد نشاط الجماعات الإرهابية في المنطقة على الوضع الأمني بالمنطقة التي تتواجد فيها المخيمات الصحراوية بتندوف”.

وأفرد ذات المصدر، والذي لم يحين منذ يناير 2023، (أفرد) فقرات فرعية ضمن التوصيات جائت موسومة بعنوان “الإرهاب” يجرد عبره “خارطة” التنظيمات الإرهابية ونشاطها في الجزائر.

في ذات السياق اعتبر ممثل البوليساريو في إسبانيا عبد الله عربي أن هذا التغيير يأتي “قبل أسبوعين تقريبا من الاحتفال بالدورة الرابعة والعشرين من ماراثون الصحراء . أكبر حدث رياضي دولي يقام في مخيمات اللاجئين الصحراويين”.

في ذات السياق قال المهتم بالشأن الإسباني العربي النص أن هذا المستجد يمكن ان يكون “مجرد نصيحة من وزارة الخارجية الإسبانية لرعاياها وهذا من واجبها”.

لكن العربي النص ذهب الى أكثر من ذلك بربط هذا المستجد بأحداث أخرى، فحسبه “منذ شهرين أو ثلاث حدث تقارب جزائري إسباني، وكان من المنتظر أن يحل وزير الخارجية الإسباني الأحد المنصرم بالجزائر في زيارة يراد منها ان تكون تتويجا لهذا التقارب بعد سنتين من الجفاء الذي أعقب الرسالة الشهيرة من تغيير الموقف الإسباني من نزاع الصحراء”.

ويضيف ذات المتحدث قائلا، في ظل هذا السياق، “حدث شيء جعل الجزائر تلغي زيارة الباريسي وتؤجلها إلى أجل غير محدد ما يعتبر خشونة دبلوماسية. الحدث هو سؤال في البرلمان الإسباني حول موقف الحكومة الإسبانية من الصحراء والعلاقة مع المغرب، في نفس يوم إعلان زيارة ألباريس إلى الجزائر، ليكون جواب الحكومة منسجما مع هذا التغيير مؤكدة موقفها المستجد الذي يعتبر الحكم الذاتي هو الحل الوحيد لنزاع الصحراء، وهو ما اعتبرته الجزائر نوع من التحدي لها بأن تتم هكذا إجابة في نفس يوم إعلان زيارة ألباريس”.

“انطلاقا من هذا، يمكن ربط ما جاء في موقع وزارة الخارجية من تحذير مع حالة التوتر المستجدة بين الجزائر وإسبانيا، فعندما تنصح رعاياك بعدم التوجه لهذه المنطقة معناه اتهام بأن هذا البلد غير آمن” يقول العربي النص.

ويخلص ذات المتحدث في حديثه لحياد24، أنه “لا يمكن فصل هذا الحدث الأخير عن مساره في إطار التشنجات المستجدة في العلاقات الجزائرية الإسبانية”.