الانتخابات في الأقاليم الجنوبية: بين ضعف الإنجاز واستثمار المنتخبين في مشاهير التواصل الاجتماعي

1 فبراير، 2025 هيئة التحرير

في ظل أجواء الانتخابات التي تشهدها الأقاليم الجنوبية، يبرز مشهد سياسي يطرح العديد من التساؤلات حول أساليب الترويج التي يعتمدها بعض المنتخبين لتعزيز حضورهم في الساحة. فرغم الوعود الكبيرة التي أطلقوها خلال حملاتهم الانتخابية، إلا أن حصيلة إنجازاتهم على أرض الواقع تبدو هزيلة مقارنة بما تم التعهد به أمام الناخبين.

  • من غياب الإنجاز إلى تلميع الصورة.

مع اقتراب كل استحقاق انتخابي، يتجدد الحديث عن الأداء السياسي للمنتخبين، ومدى وفائهم ببرامجهم التي وعدوا بها المواطنين. غير أن الواقع يعكس صورة مغايرة، حيث تعاني العديد من الجماعات والجهات في الأقاليم الجنوبية من بطء في التنمية، وتعثر في المشاريع الكبرى، وضعف في تقديم حلول ملموسة لمشاكل السكان.

وفي مقابل هذا الواقع، يلجأ بعض المنتخبين إلى وسائل بديلة لإعادة تسويق أنفسهم، مستثمرين في شخصيات معروفة على منصات التواصل الاجتماعي. هذه الأخيرة، التي تتمتع بشعبية واسعة وتأثير كبير على الرأي العام، أصبحت أداة لتلميع صورة المنتخبين، عبر تقديم محتوى يركز على الإيجابيات ويتجاهل الإخفاقات.

  • التطبيل بدل النقد البناء

ظاهرة “التطبيل” لرجال السياسة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليست جديدة، لكنها باتت تأخذ أبعادًا أوسع مع تزايد تأثير هذه المنصات على المواطنين. فبدل أن يكون دور الإعلام الرقمي ورموزه هو مساءلة المسؤولين، وتسليط الضوء على مواطن القصور، تحوّل لدى البعض إلى وسيلة دعائية تخدم أجندات معينة، مقابل دعم مالي أو امتيازات خاصة.

ويظهر هذا جليًا في المحتوى الذي يقدمه بعض المؤثرين، حيث يتم التركيز على مبادرات فردية أو مشاريع صغيرة، وتقديمها على أنها إنجازات كبرى، بينما يتم تجاهل القضايا الجوهرية التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر، مثل تحسين البنية التحتية، توفير فرص العمل، أو تحسين الخدمات الصحية والتعليمية.

  • رأي الشارع: وعي متزايد ومحاسبة منتظرة

رغم هذه المحاولات، يبدو أن الوعي السياسي للمواطنين في تصاعد، حيث أصبح الناخب أكثر إدراكًا للفجوة بين الخطاب السياسي والواقع الملموس. ومع الانتشار الواسع لوسائل التواصل، لم يعد بالإمكان إخفاء الحقائق أو تزييف الواقع لفترة طويلة. فالتفاعل الكبير الذي تشهده النقاشات السياسية على هذه المنصات يعكس اهتمامًا متزايدًا بمحاسبة المسؤولين، والبحث عن بدائل أكثر مصداقية في الاستحقاقات المقبلة.

في ظل استمرار هذه الظاهرة، تبقى المسؤولية مشتركة بين المنتخبين، الذين عليهم التركيز على العمل الميداني بدل الاستثمار في الدعاية، وبين الناخبين، الذين يجب أن يكونوا أكثر وعيًا في تقييم الأداء السياسي بناءً على الإنجازات الحقيقية، وليس على الصور والشعارات التي تروج لها بعض الوجوه الرقمية. فالانتخابات ليست مجرد سباق دعائي، بل محطة للمحاسبة، والتغيير نحو الأفضل يبدأ من اختيار الشخص المناسب للمكان المناسب.
هيئة التحرير
حياد24

التصنيفات الرئيسية

تابع جديدنا

اشترك في نشرتنا اليومية للحصول على أحدث الأخبار

لا يتم نشر بريدك الإلكتروني. يمكنك إلغاء الإشتراك في أي وقت

أحدث الأخبار