توصلت حياد24 بشكاية حساب افتراضي مشكوك فيه، حول “واقع الممثل الصحراوي” وهزالة الأجور التي يتلقاها مقابل استفادة شركة إنتاج معينة من أموال باهضة حسب هذا الإدعاء، وبعد بحث سريع اتضح من خلاله أن الأمر كان معرض تدوينة ل”محمد الراضي الليلي”.

وأجرت حياد24 عددا من اتصالات الهاتفية مع ممثلين والمنتجة المعنية بالأمر، حيث نفت هذه الأخيرة كل ما يكال لها من اتهامات حول أجور الممثلين، معتبرة أن أجر الممثلين الرئيسيين يفوق 30 ألف درهم في المسلسل، بينما لا يتقاضى الكومبارس، حسب المصرحة، أقل من 200 درهم للمشهد.

واعترفت المنتجة “آسيا”، في ذات الإتصال الهاتفي، أن الممثل الصحراوي هو ضحية لقلة الأموال المرصودة للمسلسلات الحسانية التلفزية، التي لا تتعدى 330 مليون، بينما المسلسلات التلفزيونية في قنوات وطنية تصل مليار سنتيم.

وقالت المعنية بالأمر إن الأفراد لا يدرون كم تكلفة الإنتاج، وأنها تشتغل بشكل مهني وهو ما يفسر تعاملها مع قناة العيون منذ 2006، مضيفة اتهامها الصريح لممثل معين بوقوفه حول هذه “الزوبعة”.
وحول سؤال حياد24 عن عدم اعتماد المنتجة لمخرجين من أبناء المنطقة قالت بالحرف “شكون هاد المخرج الصحراوي الي عندو البطاقة ويقدر يخرج 30 حلقة”. مؤكدة اعتمادها على مدير الانتاج والمخرج من خارج مجال الصحراء.

وعبرت ذات المنتجة أنها تتعرض للأقسى أنواع التهميش لكونها امرأة وسط منتجين ذكور وبحكم عدم انتماءها للمنطقة رغم انها تشتغل وتقطن بالمدينة وتحمل ترقيمها في بطاقة التعريف الوطنية حسب تعبيرها.

تواصلت حياد24 مع “مدير كاستينغ” وممثل من أبناء العيون، هذا الأخير الذي أكد أن الممثل المحلي لا يصل إلى ما يحصل عليه الممثل في المركز. فإذا كان الممثل الرئيسي يتقاضى أزيد من 10 ملايين سنتيم فما فوق، في المسلسل كله، فإن الممثل المحلي لا يصل سوى إلى 5 ملايين سنتيم.

وأضاف ذات المتحدث أن الأدوار الثانوية او الكومبارس، يتقاضون حسب شهادته، 200 درهم المشهد وذلك بشكل موثق خاصة مع شركة الانتاج المعنية، فيما لم ينفي وجود أحياناً حالات منتجين آخرين يصرفون للكومبارس في برنامج مشهور في قناة العيون 50 درهم، بعمل من الخامسة مساء إلى الثانية ليلا.

أجرت حياد24 اتصالا بأحد الممثلين، الذين قالت عنهم المنتجة ومدير الكاستينغ أنه هو من أثار هذه الزوبعة، حيث قال هذا الممثل انه ابتعد عن المجال وأضحى يشتغل في المركز.

وعبر ذات الممثل امتعاضه بشكل صريح عن ما تقوم به المنتجة المعنية بالأمر بشكل خاص، وواقع تعويضات وأجور الممثلين بشكل عام، معتبرا أن المنتجين يحضون بمبالغ ضخمة على حساب الممثل المحلي.

وقال ذات المتحدث، أن عددا من الممثلين لا يريدون الإشتغال مع المنتجة المعنية بالأمر نظرا لهزالة تعويضاتها، مضيفا أن هذه الشركة لا تتداول ولا تقوم بترويج أموالها في الصحراء، وكل ما تقوم به هو جلب ستة من أبناء العيون، أربعة ممثلين وتقنيين، فيما تستقدم باقي الاطقم من مخرج ومدير الانتاج وتقنيين من الداخل.

في ظل هذه التصريحات، هل نكون أمام زوبعة أثيرت بسبب سوء تفاهم منتجة وممثل استعملت فيها أجور الممثلين كأداة؟ أم أن الشركة التي تشتغل منذ 2006 مع قناة العيون فعلا راكمت أموالا على حساب الممثلين؟