
وأد الديبلوماسية البرلمانية في مدينة العيون
بداد محمد سالم باحث في العلوم السياسية والقانون الدستوري عضو مستشار بجماعة العيون
“…ولا يخفى عليكم، معشر البرلمانيين، الدور الفاعل للدبلوماسية الحزبية والبرلمانية، في كسب المزيد من الاعتراف بمغربية الصحراء، وتوسيع الدعم لمبادرة الحكم الذاتي، كحل وحيد لهذا النزاع الإقليمي…”
مقتطف من الخطاب الملكي السامي بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان.
الأسئلة المطروحة:
لماذا تموت أو بالأحرى تُقتل الديبلوماسية البرلمانية في أي حدث داخل مدينة العيون؟ أين هم ممثلوا الأمة ؟ أين من يمتلكون شرعية التمثيل الانتخابي والسياسي والحزبي والبرلماني؟
على أي فصل دستوري بنى؟ من أي خطاب سامي استلهم؟ بناءا على أي حكم قانوني اعتمد؟ وبأي مقتضى تنظيمي دبر وقرر؟ من يقف على البرتكول والتنسيق وصفته السحرية لتنزيل الخطاب الملكي السامي، أثناء الزيارات الدييلوماسية، التي تكون في بعض الأحيان برلمانية ويغيب عنها البرلمانيون…!!!
لقد أصبحت مدينة العيون استثناءا في كل شيء،
قد يبرر البعض الاستثناء في طريقة التدبير وتنزيل القوانين والمساطر وتسيير المجالس… تحت مسميات وأعذار مختلفة، علينا أن نعترف أنها أصبحت مألوفة بقدر ماهي غير مستصاغة…
لكن هل هناك ما يبرر اختزال واحتكارا التمثيل أمام البعثات الديبلوماسية و إدارة الظهر لممثلي الأمة من برلماني ومنتخبين منحهم جلالة الملك صفة الممثلين الشرعيين للساكنة؟
كيف تغيب مؤسسة مجلس الجهة كواجهة تمثيلية للجهة العيون الساقية الحمراء؟ لتختزل في مجلس جماعة العيون، الذي يختزل بدوره في لون سياسي واحد.
اهكذا يفهم البعض الخطب الملكية؟ ابمثل هذه الرسائل يتم تنزيلها على أرض الواقع؟
كما افتتحنا بمقتطف من الخطاب السامي سنختتم بمقتطف منه أيضا، وإن كان الختام سبق التقديم:
“وفي هذا الإطار، يجب شرح أسس الموقف المغربي، للدول القليلة، التي ما زالت تسير ضد منطق الحق والتاريخ، والعمل على إقناعها، بالحجج والأدلة القانونية والسياسية والتاريخية والروحية، التي تؤكد شرعية مغربية الصحراء.
وهو ما يقتضي تضافر جهود كل المؤسسات والهيآت الوطنية، الرسمية والحزبية والمدنية، وتعزيز التنسيق بينها، بما يضفي النجاعة اللازمة على أدائها وتحركاتها.”
ابمثل هذا نشرح؟ ابمثل هذا نقنع؟ ابمثل هذا نؤكد؟ اهكذا تتضافر الجهود ويتعزز التنسيق؟ ابمثل هذا السلوك نضفي النجاعة اللازمة على أداء وتحركات كل المؤسسات والهيئات الوطنية الرسمية والحزبية والمدنية؟!!!
فهل من أذن واعية؟ أم على قلوب أقفالها؟!!