عندما تتحول المنافسة إلى استبداد: عميد كلية ابن زهر يعتدي على أستاذ جامعي ويستهدف الطلبة الباحثين

27 ديسمبر، 2024 هيئة التحرير

في خطوة تعكس أبشع صور إساءة استخدام السلطة، شهدت كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة ابن زهر في أكادير واقعة خطيرة، حيث أقدم العميد على الاعتداء اللفظي والجسدي على أستاذ جامعي، ولم يكتفِ بذلك بل استهدف الطلبة الباحثين الذين يشرف عليهم هذا الأستاذ. ما يجعل هذه التصرفات أكثر استنكارًا هو أن سببها الواضح يكمن في أن الأستاذ كان منافسًا قويًا للعميد في سباق العمادة.

المؤسسة الأكاديمية التي يفترض أن تكون منارة للعلم والحوار تحوّلت إلى ساحة تصفية حسابات شخصية. بدلاً من أن يجسد العميد روح القيادة التي تدعو إلى التعاون والبناء، اختار طريق الاستبداد والانتقام. الاعتداء على أستاذ جامعي هو تجاوز خطير لكل القيم التي يقوم عليها التعليم العالي، وانتهاك صارخ لحرمة المؤسسات الأكاديمية.

استهداف الطلبة الباحثين: انتقام أم رسالة ترهيب؟

الاعتداء على الأستاذ لم يكن سوى البداية. الطلبة الباحثون الذين يشرف عليهم الأستاذ أصبحوا ضحايا لسياسات العميد الانتقامية. التضييق عليهم ومحاولة تعطيل مسيرتهم الأكاديمية يمثلان استهدافًا مباشرًا لحقوقهم المشروعة كمجتهدين في السلك الجامعي. يبدو أن العميد أراد إرسال رسالة واضحة: “من يعارضني سيدفع الثمن، هو ومن يتبعه”.

المنافسة على العمادة: عندما تتحوّل الديمقراطية إلى صراع

المنافسة على المناصب الإدارية في الجامعات يجب أن تكون فرصة لتقديم أفضل البرامج والرؤى المستقبلية، لا لتصفية الحسابات. إذا كان العميد الحالي يرى في منافسه تهديدًا، فإن الرد الطبيعي يكمن في العمل على تحسين أدائه، وليس اللجوء إلى أساليب الترهيب والإقصاء.

أين الجهات الوصية؟

ما يثير القلق هو غياب أي تدخل حازم من الجهات الوصية على التعليم العالي. استمرار هذه التصرفات دون محاسبة يرسل رسالة خاطئة بأن الفوضى مسموحة، وأن السلطة يمكن أن تُستخدم لأغراض شخصية دون رادع. إذا لم يتم التدخل السريع لإنهاء هذه الممارسات، فإن سمعة الكلية ستظل رهينة لأشخاص لا يراعون قدسية المكان الذي يمثلونه.

على جميع الأساتذة والطلبة الوقوف صفًا واحدًا ضد هذه التصرفات التي تهدد مستقبل الكلية وسمعتها. لا يمكن السماح بأن تتحول المؤسسات التعليمية إلى ساحة نزاعات شخصية تخدم مصالح فردية على حساب المصلحة العامة.

المؤسسات الجامعية ليست ملكًا شخصيًا لأي عميد أو مسؤول، بل هي فضاء مشترك يُفترض أن يجمع بين الفكر والإبداع. إذا كان العميد الحالي قد نسي هذا الدور، فإن الواجب يحتم على الجميع تذكيره بأن الجامعة أكبر من أي فرد، وأن العدالة والمحاسبة هما السبيل الوحيد لاستعادة كرامة هذه المؤسسة العريقة.

#جامعة_ابن_زهر #كلية_الحقوق #fsjes

التصنيفات الرئيسية

تابع جديدنا

اشترك في نشرتنا اليومية للحصول على أحدث الأخبار

لا يتم نشر بريدك الإلكتروني. يمكنك إلغاء الإشتراك في أي وقت

أحدث الأخبار