عضو بجماعة السمارة .. من صوت المحتجين إلى وكيل الفساد السياسي!

25 فبراير، 2025 هيئة التحرير

مكتب السمارة

اندلعت خلال الأشهر الأخيرة احتجاجات واسعة في مخيمات الوحدة بمدينة السمارة، حيث خرج السكان للمطالبة بحقوقهم المشروعة، وعلى رأسها مشكل التموين الذي شكل أزمة حقيقية للساكنة. تحرك الشارع بقوة، وتصدرت التنسيقية المشهد للدفاع عن مطالب المحتجين، غير أن دخول العضو المنتخب بجماعة السمارة على الخط، (ي.أ.ج) عن حزب الوحدة والديمقراطية، غيّر مجرى الأحداث، بعدما استغل غضب الساكنة ليصنع لنفسه دورًا بطوليًا، قبل أن ينكشف لاحقًا أنه لم يكن سوى أداة لتحقيق مصالحه الخاصة.

في بداية الاحتجاجات، أرسله العامل السابق حميد النعيمي للتفاوض مع التنسيقية، لكن هذه الأخيرة رفضت أي تدخل للمنتخبين في نضالها، حفاظًا على استقلاليتها. غير أن المستشار الجماعي عن حزب الصنبور استغل كونه شابًا جديدًا في المشهد ليحصل على ثقة بعض النشطاء، فتمكن من التسلل إلى الصفوف الأمامية، وبدأ في بث الشكوك داخل التنسيقية، محاولًا إضعافها بهدف السيطرة على زمام الأمور.

مع تصاعد الاحتجاجات، واشتداد أزمة التموين التي عانى منها سكان مخيمات الوحدة، بدأ ذات المنتخب بجماعة السمارة في تحركات مريبة، حيث لعب دورًا مزدوجًا؛ من جهة كان يتظاهر بدعم الساكنة، ومن جهة أخرى كان يعمل في الخفاء لفك الحصار عن الشاحنات الموقوفة، ليس لصالح المحتجين، بل مقابل تفاهمات سرية مع أتباعه الذين يدورون في فلك المنتخبين. لم يكن همه إيجاد حلول حقيقية للأزمة، بل البحث عن صفقة مربحة تضمن له مكاسب سياسية ومالية.

بمجرد أن تمكن من فرض نفسه كطرف في المفاوضات، بدأ في عقد اتفاقات تحت الطاولة، فاسترجع بعضا من مصالحه مقابل إعادة توزيع الشاحنات، ثم تفاوض على استئناف مشروع التبليط في البلدية لصالحه، ليضمن لنفسه مكانة في خريطة المصالح الضيقة التي تحكم المدينة. لم يكتفي بذلك، بل سعى للحصول على امتيازات مالية شهرية، ومنح وظائف ومشاريع لمقربيه، محولًا الاحتجاجات إلى وسيلة ابتزاز سياسي بدلاً من الدفاع عن الساكنة.

ولأن مصالحه كانت تتطلب إسكات الأصوات الحرة، أطلق حملة تشويه ضد المناضلين الحقيقيين، متهمًا إياهم بالسعي وراء العمل والمصالح الشخصية، بينما كان هو يفاوض في الخفاء على نصيبه من كعكة الفساد. وما إن حصل على مبتغاه، حتى سمح لأتباعه بالتفاوض مع لوبيات الفساد، ليتم ترتيب صفقة جديدة تضمنت الحصول على امتيازات مادية مهمة، مقابل إخماد الاحتجاجات وإفراغها من مضمونها الحقيقي.

قبل الانتخابات، كان ممثل حزب الصنبور بجماعة السمارة يوزع الوعود، يعد الشباب بالوظائف والمساعدة، ويتحدث باسم المهمشين، لكنه ما إن وصل إلى الكرسي حتى أدار ظهره لهم، وأصبح يخدم مصالح مقربيه فقط. لم يكتفي بذلك، بل استولى على مشروع الصرف الصحي بمنازل المخيم تحت غطاء النائب البرلماني بذات الإقليم عن حزب الأصالة والمعاصرة، ورفض تشغيل أبناء المخيم الذين وثقوا فيه.

اليوم، وبعد أن رسّخ موقعه داخل المنظومة، عاد ذات المنتخب (ي.ا.ج) لاستغلال قضايا الماء والكهرباء لكسب المزيد من التأييد، رغم أن هذه الحقوق مضمونة مجانًا للساكنة. يعيد تكرار خطابه الشعبوي، يدعو الناس للاتحاد ضد الفساد، بينما هو أحد أدواته. وما إن استفادت جمعيته من الامتيازات التي سعى إليها، حتى أغلق أبوابه أمام من دعموه في البداية، متنكرًا لكل وعوده السابقة.

الشباب الذين وثقوا به صدموا بحقيقته، بعدما رأوا كيف تحول من مناضل إلى أداة في يد المنتخبين، مشاركًا في تهميش وإفقار الساكنة بدلًا من الدفاع عنها. لم يكن سوى حصان طروادة، دُفع به إلى الواجهة ليعيد إنتاج الفساد بوجه جديد، مستخدمًا نفس الأساليب التي كان يهاجم بها خصومه.

في النهاية، لم يكن هذا المنتخب سوى مشروع انتهازي آخر، تاجر في هموم سكان مخيمات الوحدة، واستثمر في معاناتهم ليصنع لنفسه مجدًا زائفًا. ركب على موجة الاحتجاجات، ثم باعها في المزاد السياسي، ليصبح من مجرد صوت في الشارع إلى أحد وكلاء الفساد في المدينة.

ممثلة تجر أخنوش للمسائلة

التصنيفات الرئيسية

تابع جديدنا

اشترك في نشرتنا اليومية للحصول على أحدث الأخبار

لا يتم نشر بريدك الإلكتروني. يمكنك إلغاء الإشتراك في أي وقت

أحدث الأخبار