حياد24 نموذج لصحافة مستقلة تحدت شكايات وضغوطات المنتخبين

5 مارس، 2025 هيئة التحرير

حياد24 ـ هيئة التحرير

في الوقت الذي تتزايد فيه الحاجة إلى صحافة مستقلة، تقوم بدورها في كشف الحقائق ومراقبة السلطات باعتبارها سلطة رابعة، وتقييم آداء المنتخبين، وغيرها من الأدوار الرقابية، نجد أن العديد من وسائل الإعلام المستقلة تواجه تحديات كثيرة وضغوطات كبيرة، إن من زاوية المداخيل في ظل غياب الدعم وانعدام الاشهار، ناهيك عن المضايقات والشكايات الكيدية أحيانا من بعض المنتخبين الذين يسعون لحماية مصالحهم الشخصية أو السياسية.

تعد جريدة “حياد24” مثالاً حيًا على تلك الصحف التي تواصل العمل في سبيل تقديم الحقيقة، في ظل سيادة الصوت الواحد محليا، ورغم محاولات التهميش والمضايقات التي يتعرض لها الصحفيون من قبل بعض المنتخبين الذين يشعرون بالقلق إزاء مصالحهم الخاصة من التقارير النقدية.

وباعتبار حرية التعبير والرأي من صميم حرية الصحافة، ذلك أن هذه الحقوق هي الضامنة والكفيلة لنقل أي لخرق باقي الحقوق، ونقل صوت ومعانات الآخرين، نجد أن مساسا بهذا المبدأ، حرية الرأي والتعبير، يطال مختلف صحفيي وأعضاء حياد24.

في هذا السياق تعرض مسير الشركة المنتجة لحياد24 والصحفي بها منير الناجح، لشكايات عديدة، من مضنها شكايات كيدية وتهديدات من طرف منتخبة بسبب اراءه ومواقفه، وكذلك بسبب نشاطه على موقع التواصل الاجتماعي تيك-توك وتدويناته على “فيسبوك”.

محمد يوسفي، صحفي وأحد مؤسسي الموقع، مثال صارخ على التضييق على موقع حياد24، إذ تعرض للمنع في أكثر من مرة من حضور الدورات العمومية للمجالس المنتخبة والانشطة العمومية التي تحتضنها. كما تعرض لعدد من الشكايات منها ما يدخل في خانة الشكايات الكيدية، و بعضها بسبب تدويناته على الفيسبوك، وأخرى بسبب مقالاته على موقع حياد24، وسيتم تقديمه على أنظار النيابة خلال الأيام المقبلة على خلفية سبعة شكايات.

ومن السمارة مثال جديد ينضاف لسلسلة المضايقات، حيث قامت رئيسة جماعة “أمگالة” بقطع راتب أحد الأعوان العرضيين الذي لا صلة له مع الجريدة أو فريق عملها الصحفي، سوى أن رئيسة جماعة أمگالة ظنت أنه من سرب معلومات للجريدة، هذا التصرف يعكس تصاعدًا واضحًا في محاولات بعض المنتخبين لفرض سياسات ترهيبية على الصحافة، بهدف إسكاتها وإبعادها عن نقد الأفعال أو الخروقات التي قد تكون متورطين فيها.

إن العلاقة بين الصحافة وبعض المنتخبين قد تكون محكومة بالكثير من التوترات. فعندما تقوم وسائل الإعلام المستقلة بالكشف عن الخروقات أو التقصير في إدارة الشأن المحلي، يصبح الأمر بمثابة تهديد لسمعة المنتخبين، خاصة إذا كانت هذه التقارير تفضح أوجه قصور في التسيير أو تدبير الموارد.

يتعامل بعض المنتخبين مع الصحافة وكأنها عدو، بينما هي في الواقع مجرد مراقب حيادي للممارسات المحلية. فالخبر، وهو أبرز الاجناس الصحفية، ليس أن نكتب عن قطار وصل في موعده، أو عن كلب عض انسانا، لكن الخبر هو ان نكتب عندما لايصل القطار إلى محطته، وهو أن يعض الانسان الكلب لا العكس، وهو ما يعني أن الصحافة تكتب عن ماهو غير اعتيادي وغير مألوف، ولاتكتب عن أشياء هي من صميم واجبات وأدوار الآخرين.

ورغم أن الصحافة الحرة تُعد ركيزة أساسية لنجاح أي ديمقراطية، فإن بعض المنتخبين في بعض المدن يتخذون مواقف متشددة ضد الصحافة التي لا تزين صورهم بل تمنع من حضور الدورات.

من المعروف أن الصحافة المستقلة تواجه دائمًا تحديات صعبة في ظل بيئة تميل فيها بعض القوى إلى ممارسة الضغوطات لإخماد الأصوات التي تفضح الواقع. الصحفيون الذين يلتزمون بالحيادية ويقدمون تقارير دقيقة وموضوعية ونقدية لا يعدون مجرد أداة لتقديم الأخبار، بل هم حراس الحقيقة الذين يكشفون الواقع كما هو. ومع ذلك، لا يبدو أن الصحفيين المحايدين دائمًا يحصلون على التقدير الذي يستحقونه، بل في كثير من الحالات يتعرضون لشكايات في محاولة لإسكاتهم.

جريدة “حياد24” تمثل نموذجًا للصحافة التي ترفض الانصياع لأي ضغوط خارجية، وتستمر في نشر الحقيقة مهما كلف الأمر. ومع كل التهديدات التي تتعرض لها الجريدة، لا تزال تلتزم بنهجها التحريري وتواصل فضح الخروقات والممارسات التي قد تضر بالصالح العام.

الصحافة المستقلة هي التي تقف أمام المنتخبين وتعرض الحقائق كما هي، بعيدًا عن التوجيهات أو الأجندات الخاصة. لكن نجد أن بعض المنتخبين يتبعون سياسات تهدف إلى قطع الأرزاق أو معاقبة الصحفيين الذين لا يمالئونهم أو يرضونهم، في محاولة لتسييد الصوت الواحد وزاوية التناول الواحدة، لنصبح أمام محاولة صريحة لتدجين الحقل الإعلامي والممارسة الصحفية.

ورغم أن هذه السياسات قد تؤثر على الصحفيين الأفراد بشكل مباشر، إلا أنها تمثل أيضًا تهديدًا كبيرًا للحرية الإعلامية بشكل عام.

إن تمسك الصحافة المستقلة بمبادئ النزاهة والحيادية في ظل هذه التحديات هو أمر يحتاج إلى دعم المجتمع بشكل عام. فالمجتمع الذي يقدر حرية الصحافة ويعرف قيمة التقارير المستقلة هو الذي يستطيع أن يحقق التغيير الحقيقي في ممارسات المنتخبين، ويشجع على محاسبتهم بشكل دوري وشفاف.

إن ما تواجهه جريدة “حياد24” هو مجرد مثال واحد من حالات عديدة تتعرض فيها الصحافة المستقلة إلى التهديدات والضغوطات من بعض المنتخبين. ومع ذلك، تظل الجريدة متمسكة بمبادئها التحريرية، رافضة أي تدخل في عملها الصحفي. وعلى الرغم من أن الصحافة المستقلة قد تدفع ثمنًا غاليًا جراء التزامها بالحيادية والنزاهة، إلا أنها تظل صامدة في مواجهة التحديات، بل وأصبح دورها أكثر أهمية في تحقيق الشفافية والمحاسبة في الشأن المحلي.

القضاء في الصحراء وهيبة الدولة!

التصنيفات الرئيسية

تابع جديدنا

اشترك في نشرتنا اليومية للحصول على أحدث الأخبار

لا يتم نشر بريدك الإلكتروني. يمكنك إلغاء الإشتراك في أي وقت

أحدث الأخبار