ضمت نبيلة منيب، البرلمانية باسم الحزب الاشتراكي الموحد، صوتها إلى الأصوات الداعية إلى مصادرة الأموال التي حققت الإثراء غير المشروع لشبكة بعوي، غير أن  منيب طالبت باستثمار الأموال التي ستصادر في تنمية جهة الشرق.

جاء ذلك في المهرجان الخطابي الذي نظمه حزبها في مدينة وجدة، أمس الأحد، مع ساكنة المدينة بحضور قياداته، و أعضائه في الشرق ومدينة الألفية.

وفي سياق حديثها عن الفساد وعن الملف الذي تفجر قبل أسابيع بالمنطقة الشرقية، والمرتبط بما يعرف “بشبكة بعوي”، رئيس مجلس جهة الشرق، المعتقل حاليا رفقة 19 آخرين بسجن عكاشة، بعد التصريحات التي أدلى بها البارون المالي الحاح بن إبراهيم المعروف بـ”اسكوبار الصحراء”، الذي اتهم بعيوي وسعيد الناصري، رئيس نادي الوداد البيضاوي و البرلماني باسم البام بالسطو على ممتلكاته العقارية وأمواله التي يشتبه انها من عائدات التجارة الدولية للمخدرات ـ أكدت ـ أن هذا الملف يجب أن يحظى بمتابعة الجميع.

وبالرغم من تأكيدها على أن الفساد يوجد في جميع دول العالم وان استمراره وحضوره في العالم هو ما يجعله قائم في المغرب ايضا، إلا انها عبرت عن آمالها ليكون الملف بداية للقطيعة في هذه الجهة لأننا لا يمكن أن نصبر على الأميات والفساد ليحكمنا، والمنطقة على حد تعبيرها “عندها من المؤهلات ما يؤهلها للانطلاقة والإقلاع ومن ذلك مجالها الجغرافي الواسع و مواردها البشرية، والأهم الثروات الباطنية والمعدنية التي تزخر بها”.

و بالموازاة مع ذلك، أكدت منيب أن الجهة حتى تحقق النهضة لابد لها من مشروع ثقافي تحرري أولا، كفيل باعادة الثقة في النفس، يمكن الشباب من الكلمة، عبر هذا المشروع يفجرون طاقاتهم الابداعية، على اعتبار أن هناك من يريد ان يعتبرنا عبيدا لا نتحرك إلا بإذنهم، بالرغم من تأكيدها أن الشعب تحرر من سطوة الخوف مع حركة العشرين من فبراير.

كما أنه من مداخيل تلك النهضة حسب منيب، هو بناء مخططات التنمية، التي تبدأ من المحلي لتصعد إلى الاعلى، واهل مكة ادرى بشعابها” على حد تعبيرها.

فالمجالس المحلية رغم إمكانياتها البسيطة عند توفر الارادة و النزاهة يمكن أن تصنع الفارق، وهو ما دعت معه المواطنين إلى حسن إختيار ممثليهم في هذه المجالس التي تضع هذه المخططات وأيضا القيام بالاختيارات الصائبة على مستوى ممثليهم في قبة البرلمان.

المواجهة الحضارية

دعت منيب إلى الوقوف إلى جانب الحراكات الشعبية والاجتماعية، على غرار حراك فجيج الذي خرج ضد خوصصة قطاع الماء.

وأبرزت في هذا الصدد أننا بحاجة إلى ما أسمته بـ”المواجهة الحضارية”، وهي المواجهة التي تتحقق بالدعم الميداني والفعلي لهذه الحراكات ومن ثمة خلق قوة ضاغطة تواجه القوة المتسلطة.

وعلاقة دائما بملف الماء الذي يثير احتجاجات فجيج منذ أكثر من 100 يوم، وفي مناطق اخرى، ابرزت الامينة العامة السابقة لحزب الشمعة، أن المشكل لا يرتبط فقط بالجفاف وتداعيات التغيرات المناخية، رغم مساهمة هذه العوامل في الوضعية المائية الحالية.

لكن يبقى التدخل البشري الذي حدث سواء في العالم أو المغرب، هو الفاعل الأساسي في التدهور الحاصل، ففي المغرب تم استنزاف المياه الجوفية حسب نفس المتحدثة بعد اللجوء الى استراتيجية توسيع الأراضي المسقية، في إطار المخطط المغرب الأخضر، بهاجس إنتاج المزروعات التصديرية التي تستهلك كميات كبيرة من الماء.

نجاح المغرب

حتى يتحقق النجاح في المغرب، ترى منيب أن البلد يجب ان يربح رهان أمرين اثنين الاول مرتبط بمحاربة الاستبداد وما يعنيه ذلك من وضع أسس الديمقراطية والإصلاحات المطلوبة لتحقيق مبدأ فصل السلط، ثم ثانيا جهاز للعدالة مستقل ونزيه.

غير ذلك فإن السائد هو الاستبداد ورديفه الفساد الذي استشرى حسب نفس المتحدثة في جميع دواليب الدولة، والذي كان من نتائجه المزج والجمع بين السلطة والمال، التي أفرزت في النهاية دخول أشخاص إلى السياسة راكموا ثروات بتخدير الشعب المغربي وإغراق شبابه في الهيروين والقرقوبي والمهلوسات.

رفض التطبيع

في سياق حديثها عن تطبيع العلاقات المغربية الاسرائيلية، خاصة في السياق الحالي الذي يشهد مواجهة واسعة بين المقاومة الفلسطينية و جيش الاحتلال الاسرائيلي، وما إذا كان السياق الحالي يدفع في اتجاه الغاء التطبيع، أكدت منيب ان فلسطين وكما يقول الناس حتى في الخارج ربما تصالح الإنسان مع انسانيته.

وأضافت أنه في المغرب، ومنذ التوقيع على اتفاق التطبيع تحت خدعة الموقف الامريكي المساند للحكم الذاتي، نظمت عدة وقفات ومسيرات، كان أولها وقفة أمام البرلمان، دفع فيها المناضل اليساري عبد الرحمان بنعمر، حتى سقط أرضا.

ومنذ ذلك الحين والرفض الشعبي مستمر، عبر الاحتجاج ومساندة الشعب الفلسطيني، الى ان بلغ الامر تقديم عريضة لإسقاط التطبيع ترفض الحكومة تسلمها.