بدون مقدمات، نتسائل على مستوى الشكل، عن عدم الترويج والإعلام والإخبار بهذا الملتقى، فنبرات الترويج تختلف حدتها في مدينة العيون، محورها مديرية الإتصال التي تلعب دور “الوسيط” حسب التعليمات، وكذلك بعض الصفحات، ناهيك عن يافطات وملصقات حول اللقاء.

العنوان بدوره لم يكن محددا بشكل المطلوب، بل انتقد نفسه من خلال اعتبار النقاش “نخبوي” وليس نقاش للنخب قد لا يكون نخبويا بالضرورة بل يمكن ان يكون نقاشات واقعيا او عمليا او علميا. هذا ناهيك عن اعتبار حضور ثلاث أفراد من ليبيا تونس موريتانيا إلى جانب مدعٍ بجزائريته نقاشا مغاربيا! في حين يتطلب ذلك وفود أو على الأقل أشخاص تمثل إطارات وتنظيمات كما هو الحال مع نائب رئيس حزب الصواب الموريتاني، ويبدو أنه همزة الوصل منذ مدة لتقوية المغرب علاقاته بموريتانيا…

الضيوف، وهو من ضمن ما يثير الاستفزاز، بين ذاك المدعي لجزائرية وهمية حسب ما قاله لي زملاء داخل قاعة اللقاء، وبين شباب من أبناء العيون وجدوا طريقا مفروشا بالقبيلة والمخزن للمحاضرة في الشأن السياسي عبر ورقات أكاد أجزم أنها مكتوبة لهما. هذا الى جانب وزن الضيوف الآخرين من موريتانيا وتونس وخاصة البشير الدخيل ابن الدار …

على مستوى المضمون، هل كان هناك فعلا مضمون؟ ما مصدر هذا المضمون؟ أأفكار هؤلاء حقا أم ما كتب لهم؟ أم أنه تم استدعاء بعضهم اصلا بناء على أفكارهم؟

ترواحت المداخلات بين جرد أبعاد معينة لقضية الصحراء، في القانون والعلاقات الدولية والإقتصاد، وفي الأبعاد الجيوسياسية مستحضرين البعد المغاربي الذين أراد بعضهم تعريبه قصرا، ليقفز على ذلك التنوع الذي تزخر به المنطقة المغاربية وفي طبيعتها البعد الأمازيغي وأيضا الإفريقي في ظل استمرار ترسبات الاستشراق.

هو بالفعل نقاش “نخبوي”، دون تحضير محكم مسبقا، هذا على الأقل ما جاء على لسان الضيف الموريتاني، لتكون الكلمات بمثابة نثر أفكار هنا وهناك، إثارة زوايا ونقاش أبعاد لها علاقة بالموضوع بشكل فج، دون استراتيجية منهجية، وفي ظل إنزال قبلي وعلائقي للقاعة غاب عنها المفكرون والساسة وحضرها الأعيان والوجهاء والشيوخ…

استفزتني كلمة كاتب الشبيبة الاشتراكية، شبيبة الpps، ولو انه لم يصرح بذلك، مع الإستعانة ببعض المفاهيم المدغدغة، “تقدمية اشتراكية” لظننت أنه من الحركة الشعبية او البام …

بدون أوراق، بدون إضافة نوعية تذكر، بدون توصيات، بدون فتح مجال للقاعة للتفاعل، هكذا كان النقاش النخبوي، اجترار لمعطيات وحجج تبرز الحاجة ل”الوحدة المغاربية” حسبهم، وهو شيء مستحيل، بل حتى الحديث اليوم عن تكثل اقتصادي وسياسي هو حديث خارج لغة الواقع واللحظة التاريخية التي تعرف صراعا قويا بين الإخوة “الأعداء”، وما لذلك من مؤشرات عسكرية يلعلع فيها السلاح على طول الجدار، في ظل قطيعة ديبلوماسية وجوية …

ذهب بي الموضوع إلى استحضار عمل مهم قام به الحزب الاشتراكي الموحد الى جانب مركز بن سعيد آيت يدر، حيث كان من المزمع أن ينظم بمراكش 2015 نقاش مغاربي أصيل ورصين بحضور ثلة من الساسة والنخب، ومن ضمنها موالون الجبهة آن ذاك، لمن المخزن رفض في اللحظات الأخيرة حسب ادعاء المنظمين.

وبينما بقي الحزب ومعه مركز بنسعيد يعلق خيبة مؤتمره على شماعة المخزن ل7 سنوات لم يقدم فيها شيئا حقيقيا، تستطيع أصغر جمعية بروباغاندا في الصحراء بإستضافة هذا الموضوع قضية الصحراء في بعدها المغاربي كل سنة، بعلاقات مخزنية متينة لا تعطي فقط الضوء الأخضر بل تخطط وتبرمج مع المنظمين.